Uncategorized

[:ar] رسـول الإنسانية ( صلى الله عليه وسلم )[:]

[:ar]

        رسـول الإنسانية ( صلى الله عليه وسلم )
نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) نبي الإنسانية ورسولها ، سواء من حيث كون رسالته جاءت رحمة للعالمين ، أم من حيث كونها للناس كافة ، حيث يقول الحق سبحانه :”وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا”([1])، وحيث يقول نبينا (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : “وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً ، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ”([2]) ، أم كان ذلك من جهة ما تضمنته الرسالة من جوانب الرحمة والإنسانية وتكريم الإنسان لكونه إنسانًا بغض النظر عن دينه أو لونه أو جنسه أو لغته ، حيث يقول الحق سبحانه : “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ”([3]) ، أم من حيث مراعاته (صلى الله عليه وسلم) للأبعاد الإنسانية في جميع معاملاته وسائر تصرفاته.
ويتجلى البعد الإنساني في حياة سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في معاملته لأصحابه وأزواجه وأحفاده والناس أجمعين ، فكان خير الناس لأهله ، وهو القائل عن أم المؤمنين خديجة (رضي الله عنها) : ” آمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرَ بِي النَّاسُ ، وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ ، وَوَاسَتْنِي بِمَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي
_______________________(24)_______________________
[1])) سبأ : 28 .
[2])) متفق عليه : صحيح البخاري ، كتاب التيمم ، باب منه رقم 139، حديث رقم  335 ، وصحيح مسلم ، كتاب المساجد  ، باب منه ، حديث رقم 1191 .
[3])) الإسراء : 70 .
النَّاسُ، وَرَزَقَنِي الله (عَزَّ وَجَلَّ) وَلَدَهَا إِذْ حَرَمَنِي أَوْلَادَ النِّسَاءِ”([1]) ، وظل وفيًّا لها طوال حياتها حتى بعد وفاتها ، فكان يكرم صديقاتها ومن كن يأتيه على عهدها ، فقد جاءت عجوز إلى بيته (صلى الله عليه وسلم) فقال لها : مَنْ أَنْتِ ؟ ” قَالَتْ : أَنَا جَثَّامَةُ الْمُزَنِيَّةُ، فَقَالَ : ” بَلْ أَنْتِ حَسَّانَةُ الْمُزَنِيَّةُ ، كَيْفَ أَنْتُمْ؟ كَيْفَ حَالُكُمْ؟ كَيْفَ كُنْتُمْ بَعْدَنَا؟” قَالَتْ: بِخَيْرٍ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ الله ، فَلَمَّا خَرَجَتْ قالت عائشة : يَا رَسُولَ الله ، تُقْبِلُ عَلَى هَذِهِ الْعَجُوزِ هَذَا الْإِقْبَالَ؟ فَقَالَ : ” إِنَّهَا كَانَتْ تَأْتِينَا زَمَنَ خَدِيجَةَ ، وَإِنَّ حُسْنَ الْعَهْدِ مِنَ الْإِيمَانِ([2]).
وكان شديد الحب لأحفاده شديد الحفاوة والعناية بهم ، فعن أبي بكرة قال: رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) على المنبر والحسن بن علي معه ،
________________________(25)_________________
[1])) مسند أحمد: ج54/ ص 215، حديث رقم 25606 . وفي صحيح البخاري ، كتاب مناقب الأنصار ، باب تَزْوِيجُ النَّبِي (صلى الله عليه وسلم) خَدِيجَةَ ، وَفَضْلُهَا (رضى الله عنها) ، حديث رقم 3818 ، ولفظه : عَنْ عَائِشَةَ (رضى الله عنها) قَالَتْ مَا غِرْتُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ نِسَاءِ النَّبِي (صلى الله عليه وسلم) مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ ، وَمَا رَأَيْتُهَا ، وَلَكِنْ كَانَ النَّبِي (صلى الله عليه وسلم) يُكْثِرُ ذِكْرَهَا ، وَرُبَّمَا ذَبَحَ الشَّاةَ ، ثُمَّ يُقَطِّعُهَا أَعْضَاءً  ، ثُمَّ يَبْعَثُهَا فِي صَدَائِقِ خَدِيجَةَ ، فَرُبَّمَا قُلْتُ لَهُ كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي الدُّنْيَا امْرَأَةٌ إِلاَّ خَدِيجَةُ . فَيَقُولُ إِنَّهَا كَانَتْ وَكَانَتْ ، وَكَانَ لِي مِنْهَا وَلَدٌ .
[2])) المستدرك على الصحيحين ، كتاب الإيمان ، ذكر حديث معمر ، حديث رقم 40 . وقال: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ . ووافقه الذهبي . وقد ترجم الإمام البخاري بجزء من المتن لأحد أبواب صحيحه ، وذلك في كتاب الأدب ، بَابٌ حُسْنُ العَهْدِ مِنَ الإِيمَانِ ، حديث رقم 6004. ولفظه: عَنْ عَائِشَةَ (رَضِيَ الله عَنْهَا)، قَالَتْ: (مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ… الحديث .
وهو يقبل على الناس مرة وعليه مرة ويقول: إن ابني هذا سيد ، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين ، ولما رآه الأقرع بن حابس يقبل الحسن والحسين ، قَالَ: إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنَ الوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ الله (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ثُمَّ قَالَ: “مَنْ لاَ يَرْحَمُ لاَ يُرْحَمُ” وفي رواية:  ” أَوَ أَمْلِكُ لَكَ أَنْ نَزَعَ الله مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ “([1]).
وكان (صلى الله عليه وسلم) أرحم الناس بالناس وبخاصة الأطفال والضعفاء حيث يقول (صلى الله عليه وسلم) : “إِنِّي لَأَقُومُ فِي الصَّلاَةِ أُرِيدُ أَنْ أُطَوِّلَ فِيهَا ، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ ، فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلاَتِي كَرَاهِيَةَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمِّهِ”([2]) ، ويقول (صلى الله عليه وسلم): “ … فَمَنْ صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ، فَإِنَّ فِيهِمُ الْمَرِيضَ وَالضَّعِيفَ وَذَا الْحَاجَةِ “([3]).
________________________(26)____________________________
[1])) متفق عليه: صحيح البخاري ، كتاب الأدب ، باب رَحْمَةِ الْوَلَدِ وَتَقْبِيلِهِ وَمُعَانَقَتِهِ ، حديث رقم 5998 ، وصحيح مسلم ، كتاب الفضائل ، باب رَحْمَتِهِ (صلى الله عليه وسلم) الصِّبْيَانَ وَالْعِيَالَ وَتَوَاضُعِهِ وَفَضْلِ ذَلِكَ، حديث رقم 6169 .
[2]) ) متفق عليه: صحيح البخاري ، كتاب الآذان ، بَاب مَنْ أَخَفَّ الصَّلَاةَ عِنْدَ بُكَاءِ الصَّبِيِّ ، حديث رقم 707 . وصحيح مسلم ، كتاب الصلاة ، باب أَمْرِ الأَئِمَّةِ بِتَخْفِيفِ الصَّلاَةِ فِى تَمَامٍ ، حديث رقم 1083 . ولفظه: قَالَ أَنَسٌ: كَانَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وسلم) يَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِىِّ مَعَ أُمِّهِ وَهُوَ فِى الصَّلاَةِ فَيَقْرَأُ بِالسُّورَةِ الْخَفِيفَةِ أَوْ بِالسُّورَةِ الْقَصِيرَةِ) .
[3])) متفق عليه : صحيح البخاري ، كتاب العلم ، باب الْغَضَبِ فِى الْمَوْعِظَةِ وَالتَّعْلِيمِ إِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ، حديث رقم 90 ، وصحيح مسلم ، كتاب الصلاة ، باب أَمْرِ الأَئِمَّةِ بِتَخْفِيفِ الصَّلاَةِ فِى تَمَامٍ ، حديث رقم 1074 .
وها هو (صلى الله عليه وسلم) تدمع عيناه عند وفاة ابنه إبراهيم (عليه الســلام ) ، فقال له سيدنــا عبد الـرحمن بن عوف (رضي الله عنه) : وأنت  يا رسول الله ؟! فيقول (صلى الله عليه وسلم) : “يا ابن عوف إنها رحمة ” ثم قال: ” إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ ، وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ ، وَلاَ نَقُولُ إِلاَّ مَا يَرْضَى رَبُّنَا ، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ “([1]).
وسجد (صلى الله عليه وسلم) يومًا فأطال السجود ، فلما قضى الصلاة ، قال الناس: يَا رَسُولَ الله ، إِنَّكَ سَجَدْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَي صَلاَتِكَ هَذِهِ سَجْدَةً قَدْ أَطَلْتَهَا ، فَظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ ، أَوْ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْكَ ، قَالَ : فَكُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ ، وَلَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِىَ حَاجَتَهُ ([2]).
وعن أبي قتادة الأنصاري (رضي الله عنه (أنَّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كَانَ يُصَلِّي وَهْوَ حَامِلٌ أُمَامَةَ بِنْتَ زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وسلم) ، فَإِذَا سَجَدَ وَضَعَهَا ، وَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا([3]) .
_____________________(27)____________________________
[1])) متفق عليه : صحيح البخارى ، كتاب الجنائز ، باب قَوْلِ النَّبِىِّ (صلى الله عليه وسلم) “إِنَّا بِكَ لَمَحْزُونُونَ” ، حديث رقم 1303 ، وصحيح مسلم ، كتاب الفضائل ، باب رَحْمَتِهِ (صلى الله عليه وسلم) الصِّبْيَانَ وَالْعِيَالَ وَتَوَاضُعِهِ وَفَضْلِ ذَلِكَ ، حديث رقم 6167، ولفظه: ” تَدْمَعُ الْعَيْنُ وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ وَلاَ نَقُولُ إِلاَّ مَا يَرْضَى رَبُّنَا والله يَا إِبْرَاهِيمُ إِنَّا بِكَ لَمَحْزُونُونَ”.
[2])) سنن النسائي ، كتاب التطبيق ، باب هَلْ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ سَجْدَةٌ أَطْوَلَ مِنْ سَجْدَةٍ حديث رقم 1141 .
[3]) ) متفق عليه: صحيح البخاري ، كتاب الصلاة ، باب إِذَا حَمَلَ جَارِيَةً صَغِيرَةً عَلَى عُنُقِهِ فِى الصَّلاَةِ، حديث رقم 516 . وصحيح مسلم ، كتاب المساجد ، باب جَوَازِ حَمْلِ الصِّبْيَانِ فِى الصَّلاَةِ ، حديث رقم 1240 .
وعندما كان (صلى الله عليه وسلم) يخطب على المنبر وجد الحسن والحسين يتعثران فنزل من على المنبر واستلمهما وقبلهما ، فعن عَبْد الله بْن بُرَيْدَةَ ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي بُرَيْدَةَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ الله (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يَخْطُبُنَا إِذْ جَاءَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ يَمْشِيَانِ وَيَعْثُرَانِ ، فَنَزَلَ رَسُولُ الله (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) مِنَ الْمِنْبَرِ فَحَمَلَهُمَا وَوَضَعَهُمَا بَيْنَ يَدَيْهِ،  ثُمَّ قَالَ : صَدَقَ الله : ” إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ” نَظَرْتُ إِلَى هَذَيْنِ الصَّبِيَّيْنِ يَمْشِيَانِ وَيَعْثُرَانِ فَلَمْ أَصْبِرْ حَتَّى قَطَعْتُ حَدِيثِي وَرَفَعْتُهُمَــا)([1]).
وكان (صلى الله عليه وسلم) يقول عن سيدنا أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) : “إِنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبُو بَكْرٍ “([2]) ، وفي رواية أنه (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: ” إِنَّ الله بَعَثَنِي إِلَيكُمْ فَقُلْتُمْ: كَذبْتَ ، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: صَدَقَ ، وَوَاسَانِي بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ ، فَهَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو لِي صَاحِبِي”([3]) ،
__________________________(28)_________________________
[1])) سنن أبى داود ، كتاب الصلاة ، باب الإِمَامِ يَقْطَعُ الْخُطْبَةَ لِلأَمْرِ يَحْدُثُ ، حديث رقم 1109 ، وسنن الترمذي ، كتاب المناقب ، باب مَنَاقِبِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ ، حديث رقم 3774 .
([2]) صحيح البخاري ، كتاب الصلاة ، باب الْخَوْخَةِ وَالْمَمَرِّ فِى الْمَسْجِدِ ، حديث رقم 466 . وسنن الترمذي ، كتاب المناقب ، باب مَنَاقِبِ أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ (رضي الله عنه) ، حديث رقم 3660 .
([3]) صحيح البخاري : كتاب المناقب ، باب قول النبي (صلى الله عليه وسلم) لو كنت متخذًا خليلاً حديث رقم 3661.

 

وكان يقول عن سيدنا سلمان الفارسي: “سلمان منا آل البيت”([1]) ، ولما عاد سيدنا جعفر بن أبي طالب من فتح خيبر ، قبَّله رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين عينيه والتزمه ، وقال (صلى الله عليه وسلم) : مَا أَدْرِي بِأَيِّهِمَا أَنَا أَفْرَحُ ، بِفَتْحِ خَيْبَرَ أَمْ بِقُدُومِ جَعْفَرٍ ؟([2]).

وعلمنا (صلى الله عليه وسلم) الجود الإنساني والذوق الراقي في آن واحد فقال (صلى الله عليه وسلم): ” لاَ تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ”([3]) ، وقال (صلى الله عليه وسلم) : “ … لاَ تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا ، وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ “([4]) ، سواء من جهة المعطية المنفقة التي لا ينبغي أن تستحي من قلة ما تملك فتحجم عن العطاء ، فرب درهم سبق ألف درهم , يقول (صلى الله عليه وسلم): ” مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ

_______________________(29)________________________

 ([1])المستدرك على الصحيحين ، كِتَابُ مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ (رَضِيَ الله عَنْهُمْ) ، ذِكْرُ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ ، حديث رقم 6539. وتعقبه الذهبي في التلخيص قال : سنده ضعيف ، وقال في ” سير أعلام النبلاء ج1 /ص 540: في إسناده كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف ، وهو متروك .

(3) المستدرك على الصحيحين للحاكم ، مِنْ كِتَابِ الْهِجْرَةِ الْأُولَى إِلَى الْحَبَشَةِ ،  حديث رقم 4249 . وقال الذهبي في التلخيص: صحيح .

[3])) صحيح مسلم ، كتاب البر والصلة والآدب ، باب اسْتِحْبَابِ طَلاَقَةِ الْوَجْهِ عِنْدَ اللِّقَاءِ ، حديث رقم 6857 .

[4])) متفق عليه : صحيح البخاري ، كتاب الهبة ، باب منه ، حديث رقم 2566 .وصحيح مسلم ، كتاب الزكاة ، باب الْحَثِّ عَلَى الصَّدَقَةِ وَلَوْ بِالْقَلِيلِ وَلاَ تُمْتَنَعُ مِنَ الْقَلِيلِ لاِحْتِقَارِهِ ، حديث رقم 2426 .

 

كَسْبٍ طَيِّبٍ – وَلاَ يَقْبَلُ الله إِلاَّ الطَّيِّبَ – وَإِنَّ الله يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ “([1]) , أم كان ذلك من جهة الآخذة أو الآخذ , إذ لا ينبغي أن نُحرج المعطي أو المهدي وإن كان ما يهديه قليلاً , بل علينا أن نشكر له صنيعه وإن كان يسيرًا , حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” مَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرِ الله “([2])، وهو ما أكده سيدنا عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما) في حديثه عن الوصايا العشر في سورة الأنعام .

ومن هنا فإن إعلاءنا للقيم الإنسانية ليس أمرًا ثانويًّا أو مجرد أمر إنساني , إنما هو عقيدة وشريعة ودين ندين به لله (عز وجل) , فبدل أن تتناحر الأمم والشعوب وتتقاتل ويعمل بعضهم على إفناء أو إضعاف أو إنهاك أو تفتيت بعض , فليتعاون الجميع لصالح البشرية جمعاء , حيث يقول الحق سبحانه: ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا”([3]).

________________________(30)_____________________________

[1])) متفق عليه: صحيح البخاري ، كتاب الزكاة ، باب الصَّدَقَةِ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ ، حديث رقم 1410. وصحيح مسلم ، كتاب الزكاة ، باب قَبُولِ الصَّدَقَةِ مِنَ الْكَسْبِ الطَّيِّبِ وَتَرْبِيَتِهَا ، حديث رقم 2389 .

[2])) سنن الترمذي ، كتاب البر والصلة ، باب  مَا  جَاءَ  فِي  الشُّكْرِ لِمَنْ أَحْسَنَ إِلَيْكَ ، حديث رقم 1954 .

[3]) ) الحجرات : 13 .

 

 

 ولو أن البشرية أنفقت على معالجة قضايا الجوع والفقر والمرض والتنمية معشار ما تنفق على القتال والحروب والتخريب والتدمير , لتحول حال البشرية إلى ما يصلح شئون دينها ودنياها.

 

*    *    *

 [:]