استمرارًا لجهود وزارة الأوقاف المصرية في نشر الفكر الوسطي وتصحيح المفاهيم، عُقدت المحاضرة الثانية لليوم الثاني على التوالي بدورة اتحاد الإذاعات الإسلامية المنعقدة بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين بحضور د/ أشرف فهمي مدير عام الإدارة العامة للتدريب بوزارة الأوقاف، وألقى المحاضرة الثانية أ.د/ سامي عبد العزيز عميد كلية الإعلام السابق بجامعة القاهرة بعنوان: “الإعلام وقضايا المجتمع”.
وفيها أعرب أ.د/ سامي عبد العزيز عن شكره لوزير الأوقاف لإتاحة هذه الدورة للإذاعيين باتحاد الإذاعات الإسلامية، كما قدم شكره للقائمين على أكاديمية الأوقاف الدولية لما تشهده الأكاديمية من تطور ملحوظ في برامج التدريب.
مؤكدًا أن طريقة عرض المعلومة تختلف على حسب ثقافة المتلقي، وأن الحوار الجيد يعتمد على طريقة عرض الأفكار، موضحًا أن المجتمع المستهدف لا تحركه المعلومات ولكن تؤثر فيه كيفية اختيار المعلومة وتحديد الطريقة المناسبة، وأن وسائل الإعلام سلاح ذو حدين وهو قوة فعّالة تؤثر على سلوك البشر، كما أنها كذلك تقوم بدورها في الحياة السياسية والاجتماعية، وتستطيع تنمية المجتمعات ودفعها إلى الأمام كما يمكنها في الوقت ذاته أن تهدم دولًا ومجتمعات، مضيفًا أن الشعوب يحركها استقرار الحالة المزاجية على النحو المرجو وهو ما يؤدي إلى نجاح المعلومات، كما أشار إلى أهمية الرأي العام في توجيه اهتمامات الشعوب، مبينًا أن الحالة الشعورية العامة التي تسود المجتمع في لحظة معينة والتي تعبر عن نظرتهم العامة للحياة هو نتاج لكافة العوامل النفسية، والاجتماعية، والسياسية، والمعرفية، والمجتمعية، وتكون هي العامل الرئيسي وراء تشكيل الرأي العام، مضيفًا أن العوامل التي تؤثر في المزاج العام منها الخصائص الديمقراطية، والخبرات التاريخية، والأحوال المعيشية، والعوامل الثقافية، ومستوى الإنجاز العام، تؤثر أيضًا على وسائل الإعلام، حيث تتأثر بوجود هذه العوامل إيجابًا وسلبًا.
كما أن الإعلام خاصة في كثير من القنوات الفضائية يعاني بشكل عام بسبب تدني المستوى اللغوي والاعتماد على المزايدات وتقديم غير المتخصصين، مختتمًا حديثه بضرورة الإعداد الجيد قبل الحوار لأن الإعداد الجيد هو أحد أهم عوامل نجاح الحوار، وأن الفشل في الإعداد هو إعداد الفشل.